الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة الفجر الجزائرية تتحدّث عن ابتلاع "ترامب" لطعم الصور المفبركة، وعن اللعبة القذرة التي نصبتها أمريكا وإسرائيل للشرق الأوسط

نشر في  08 أفريل 2017  (21:13)

نشرت صحيفة الفجر الجزائرية مقالا على لسان رئيسة تحريرها حدّة حزام في ركن "اساطير" مقالا بشأن الضربة الجوية التي شنتها امريكا ضد سوريا جاء فيه ما يلي: 

"كان قلب أمريكا على الأطفال العرب، وهي التي جوعت أطفال العراق وقتلتهم ومنعت عنهم الحليب والدواء، وما زال الآلاف منهم يعانون تشوهات جراء أسلحتها المجربة في حرب 1991 و2003؟

صورة ”الممثلة” الأمريكية في مجلس الأمن وهي تعرض صور ما ادعوا أنهم ضحايا واقعة خان شيخون، بصورة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق في عهد بوش الابن كولن باول وهو يحمل في يده ما ادعى أنه دليل حيازة العراق للسلاح الكيماوي، الادعاء الذي كذبه باول نفسه سنوات بعد خروجه من الحكم.

أنه فصل خطير في اللعبة القذرة التي نصبتها أمريكا وإسرائيل للشرق الأوسط، فصورة الطفل الذي ادعوا أنه ضحية الكيماوي في خان شيخون، نشرت له صور على مواقع التواصل الاجتماعي حيا وعلى جبينه رقمه وهو ميت، وهو نفس الطفل نشرت له صور السنة الماضية داخل سيارة إسعاف، وحاول الإعلام الغربي استغلالها ضد الأسد وضد التواجد الروسي هناك.

الكذبة صارت مفضوحة الآن، والمغفل الوحيد هذه المرة هو الرئيس ترامب الذي ابتلع الطعم بسهولة ووافق على شن هجوم على قاعدة شيخون السورية، نفس القاعدة التي تصدت من أيام لهجوم صاروخي إسرائيلي على سوريا.

فهل لأن الأسد انتصر على الكائن الذي صنعته أمريكا وإسرائيل وحليفاتها في الخليج والغرب، داعش وقوض قوتها، سارع الإعلام الإسرائيلي والأمريكي على تلفيق التهمة بمساعدة القبعات ”البيض” في سوريا والذين يفبركون في كل مر صور سرعان ما يكتشف أمرها، لاستصدار قرار ضد سوريا من مجلس الأمن ومن أمريكا.

ها هو ترامب ينجح علانية بما لم يقوا على فعله سابقه أوباما بتوجيه أول ضربة علنية ضد سوريا، ويقف خلف صف من المصفقين، أولهم فرنسا وتركيا، وآخرهم الأردن، مطالبين بتكثيف الضربات ضد سوريا، ولم يهمهم أن هذه الضربات قتلت مدنيين أبرياء، أم لا يهم سقوط الأبرياء عندما تكون الأسلحة أمريكية؟

مأساة العراق تتكرر في سوريا اليوم، وأمريكا مقبلة على حرب قذرة في سوريا، وترامب الذي وعد بإيجاد حل بالتوافق مع روسيا في سوريا سقط في الفخ، ونقض عهده، لكن هيهات، فبوتين ليس كحكام فرنسا الذين خانوا العراق، بل الحرب في سوريا اليوم هي مثل الحرب على أفغانستان، هي حرب ضد الروس بالدرجة الأولى، فهل ستصبح القاعدة حليفا لأمريكا التي سلحتها ودعمتها ضد الروس مثلما حاربته في أفغانستان ويغير التحالف ضد داعش أهدافه، ليصبح تحالفا ضد سوريا، وهو الهدف الأول منذ البداية من كل الفوضى هناك؟

حرب تمركز وحرب تغيير موازين القوى لصالح أمريكا وإسرائيل، إسرائيل الرابحة الأولى من كل هذا الخراب في المنطقة!

إنها بداية مرحلة جديدة، ستعبّد الطريق عاجلا أم آجلا لخراب في الخليج!

حدة حزام